السلطان والنجار

™¦ **هدى القلب** » · 09-06-2014, 01:01 AM

في ايام زمان وفي عهد السلاطين
كان هناك نجار فنان اشتهر
بحرفته واتقان عمله
حتى وصل صيته الى السلطان
فطلبه وقال له اريدك ان تكون
نجار السلطنه وتكفي كل احتياجات
القصر وسندفع لك ما تكسبه وزياده
ففرح النجار وعمل في القصر
من الصبح الى المغيب
وابدع في عمله
لكنه كان يجوع ويتضور
حتى يعود الى بيته لم يقدمو له الطعام
طيلة وقت عمله
وعلى مدى ايام
وكانت له زوجه جميله تخاف الله
وتحبه بصدق وهو ايضا كان يبادلها
نفس الحب واكثر
فقال لها زوجتي الغاليه
اني كل يوم اتضور جوعا
بعملي الجديد عند السلطان
فهم لا يقدمو لي اي طعام في العمل
فقالت له اني سوف اعمل لك طعام
وأتي اليك به كل يوم هذا امراً ليس بصعب
وسارت الامور هكذا حتى
رأها السطان ذات يوم بلصدفه
ورمقها بنظره احسسها بلخبث
واخذ السلطان التفكير بها
وكيف الوصول اليها
حتى وجد فكره خبيثة وهي التخلص
من زوجها
وبعد كم يوم قام بستدعاء النجار
وقال له اني سمعت ان هناك ببلاد
بعيده نجار صنع كرسي فائق الجمال
يريح الجسم
من نشاره الخشب
وبما انك فنان بلنجاره اريد منك
ان تصنع لي كرسي من نشاره الخشب
وهذا امراً مستحيل بذالك الزمان
فقال النجار له كيف اصنع لك كرسي
من نشاره الخشب هذا امراً محال
فوقف السلطان وقال له لم يلفظ احداً
امام السلطان كلمه محال
اذهب وغداً اريد الكرسي
والا رأسك هو البديل اذهب
فذهب الى البيت مبكراً واخذ ينظر الى
النشاره لا يعلم ما ورائها
فرأته زوجته مذهول متضايق
فقالت له ما بكِ
فأعلمها بلأمر
فقالت ليس الكرسي مطلبه بل انا
فأعلمته بنظرات السلطان الخبيثه لها
فعلم انه ميت لا محاله
فأخذ يصلي طوال الليل ويبكي
وهي بجانبه تبكي وتصلي ويدعون
الله الفرج
منتظرين حرس السلطان يطرقون الباب ليأخذوه
وقد دخل الرعب جوفهم
وعند الصباح افاقتهم ضربات الحراس على الباب
بشده وهم قد غفو على سجاده الصلاه
فودع زوجته واوصاها بأبنه
ودموعهما اتخذت كل طرق الوجنات حرقه
وذهب الى الباب لا تحمله قدميه
حتى فتح الباب
فوجد الحراس على رأسهم مستشار السلطان
وهم يبكون طالبين منه ان يصنع
نعش للسلطان فقد مات ليلاً
فنظر الى السماء وحمد الله
ولم يعلم ما يفعل يضحك او يبكي
غارت ملامح وجهه بين الحالتين
وقال الله اكبر من كل كبير
هو المنجي من كل كرب عظيم