السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
جاية إلكم بموضوع جدا رائع .. انظروا إلى الإسلام لا إلى حال المسلمين يا من تبحثون عن الحق ..
سؤال من شاب مسلم :
سأل شاب يتلقى تعليمه في بلد أوروبي وكان سؤاله بدافع الغيرة على دينه والرغبة في إزالة الشبهة التي يثيرها بعض الحانقين على الإسلام .. أما بدافع الحقد أو بدافع الجهل .
وكان السؤال :
إن الناظر إلى أحوال المسلمين اليوم قد يسئ الظن بالإسلام ويقول إذا كان الإسلام قوة بانية تدفع إلى الترقي في مدارج الكمال الإنساني والحضاري السليم وتبعث على القوة في جميع ميادين الحياة الإقتصادية والعلمية والسياسية والعسكرية إذا كان الإسلام كذلك فلم وصل الحال بالمسلمين إلى أن يكونوا قطعا مبعثرة يخضعهم الأجنبي عنهم لسلطانه فترة من الزمان حتى إذا ما تخلصوا من نيره وتحرروا من قيوده فإنهم مازالوا أقل قوة من غيرهم وأدنى تقدما من الشعوب الأوروبية ؟
ثم قال الشاب : وتلك الشبهة يثيرها في وجوهنا بعض الناس فلا ندري بما نجيب ؟
ولا نعرف كيف ندافع عن الإسلام ، واهله على ماهم عليه من تمزق وتشتت وضعف بالقياس إلى الأمم التي قطعت أشواطا في مضمار المدينة والقوة المادية ؟
فأجابه الشيخ :
أنا بدوري أسألك سؤالا وأطلب إليك الجواب عنه لو أن إنسانا ترك له أبوه ثروة عظيمة ثروة من المال الحلال الطيب وثروة من المجد والجاه وحسن السيرة إلى جانب المكانة بين أبناء مجتمعه ولكن الوارث كان أحمقا فأساء التصرف بدد المال في غير وجوهه المشروعة وأنحرف سلوكه عن الجادة حتى أساء لنفسه بين الناس فأنحطت منزلته وخملت مكانته أترى حينئذ أن اللوم تسدد سهامه إلى الأب الذي رحل نقي السيرة عظيم الشأن أم إلى الإبن الذي انحرف عن جادة أبيه ومنهجه في الحياة ؟
الإسلام في نقائه وصفائه وفي عظمة مبادئه وسمو أحكامه وروعة تشريعه وبعقيدة التوحيد الصافية النقية من كل شائبة لا ينبغي أبدا أن يكون مقياس الحكم على مبادئه ماآل إليه حال المسلمين في العصور المتأخرة لأن ضعف المسلمين وهوانهم ما حدث إلا بسبب بعد المسلمين عن روح الإسلام وتخليهم عن جوهره ولبابه .
فهل بعد هذا كله يجوز لعاقل أن يحكم على الإسلام مستندا إلى ما عليه حال المسلمين ؟ وهل المسلمون اليوم على ما أراد لهم الإسلام ؟ وأين هم من الإسلام تشريعا وأخلاقا ونظام حياة ؟ بل أين هم اليوم من جوهر عقيدته ؟ ومن روحه البناءة القوية ؟