الطريق .. يداً بيد وقلب بقلب .. ما أجمل الوفاء والإخلاص الذي كنت تتكلم عنه طوال فترة علاقتنا التي تجاوزت العامين .. ما أروع الوعود التي كنت تعدني بها .. ما أحلى دموع الشوق التي كانت تسيل على خدك لتوهمني باشتياقك وغرامك الذي لا تحده حدود ..
نعم كانت رحلتي معك طويلة .. كانت الظروف قاسية .. وكان الكل ضدنا إلى أن قررت الابتعاد والهجران .. مررنا بظروف صعبة .. بكينا معاً .. حاولنا معاً .. ولكن كان بيدك الاختيار .. وكذلك كان القرار في يدك .. كان أمامك اختياري أنا والتضحية بكل شيء من أجلي ( كما وعدت ) وكان أمامك الابتعاد واختيار طريق الفراق وهذا الذي فعلته ، فشكراً لك يا حبيب الروح ..
بكل سهولة ضحيت بالإنسان الذي تحب حتى ترضي الجميع وتحافظ على كل شيء .. تحافظ على مستقبلك ، سعادتك ، مكانتك .. وتناسيت الليلة التي أخبرتك فيها أنني أفكر في الابتعاد عنك ويومها هل تذكر ما كان جوابك ؟
يومها قلت لي بالحرف الواحد : لن أتخلى عنك وسأتحدى العالم بأكمله ، لن أبتعد عنك حتى لو وقفت الدنيا كلها ضدي ، لن أرحل حتى لو حالت الظروف لتبعدنا عن بعضنا وسأظل أنتظرك العمر بأكمله !!
اليوم وبعد الابتعاد ( كما تسميه أنت ) وكما ( الخيانة ) التي أسميها أنا لم تفكر حتى بالسؤال عني ، لم تبعث لي برسالة واحدة تدل على أنك تحفظ العشرة وتصون الحب الذي كان .. أصبحت تراني ولا تهتم بي ، أصبحت تهتم بغيري .. أصبحت في نظرك لا أساوي شيئاً ..
هل تذكر من هو ( حبيبي ) ( روحي ) ( عمري ) ( حياتي ) .. ؟
هل تذكر الأغاني التي كنا نغنيها معاً ؟ هل تذكر الرسائل التي كنت تكتبها ؟
هل تذكر اليوم الذي رأيتني فيه لأول مرة ؟
هل تذكر ( كل عام وأنت الحب .. كل عام وأنت الحب )
هل ؟ وهل ؟ وهل ؟
هل تذكر بعد فراقنا بشهور عندما سألتك من أنا في حياتك ؟
هل تذكر يومها عندما أخبرتني بكل وقاحة أنني حبك الأول وأنت الذي كنت تقول لي دائماً أنني حبك الأول والأخير ؟؟
هل تعلم أنني بعد كل ذلك الحب أصبحت أكرهك من صميم قلبي لأنك خائن وكذاب ؟!؟!
أكتب لك رسالتي هذه وأنا مازلت أعيش في نفس السجن الذي وضعتني فيه .. أحياناً أضحك من هذه الدنيا كما يضحك العجائز وكثيراً ما أبكي كما يبكي الأطفال .. أذهب إلى الخلاء وأجلس لأبكي بمفردي على كل ما حدث لي .. أشتكي للذكريات الجميلة علّها تسمعني .. أشتكي للقلب الذي أصبح يكرهك .. أبكي على الوقت الذي ضيعته من عمري معك يا عديم الحب ..
أبحث عن أخبارك فلا أجدها .. أترقبك كل يوم عند المساء فلا أراك .. أبحث في رسائلي علّي أجد رسالة منك فلا ألقى شيئاً .. للأسف نسيتني بكل سهولة وأنت الذي كنت تبحث عني في كل لحظة وساعة !!
اليوم تمر سنة كاملة على فراقنا .. مرت بطيئة ، حزينة ، وكئيبة .. لم أعرف طعماً للراحة فيها .. لم أذق طعماً للنوم المريح .. لم تتوقف عيني عن البكاء .. كل شيء كما هو .. القمر حزين والنجوم تبكي والليالي سوداء قاتمة لم أعرف لون السعادة فيها أبداً ..
اليوم أنا أكرهك أنت .. لأنك كنت كاذباً خائناً ومخادعاً .. وأكرهك لأنك اخترتني لأكون الضحية في لعبة قذرة لعبتها معي .. أكره كل من شجعك على الابتعاد عني .. أكره كل من يساعدك على اختلاق الأعذار لما اقترفت يداك .. أكرهكم جميعاً وأنا الذي لم يعرف قلبي طعماً للكراهية أبداً ..
أعذارك اتركها لك لأنها أصغر بكثير من خيانتك .. أسبابك دعها لنفسك لأن الخيانة لا أسباب لها ..!!
لا يهمني إن كنت تتحدث عن الحب أم لا .. لا يهمني إن كنت موجوداً في بالك أم لا .. لم أعد أطيق وجودك في حياتي أبداً ..
هل تستطيع الحياة بسعادة مع غيري ؟ هل تستطيع احتضان وتقبيل غيري ؟ هل بهذه السهولة تحطم إنساناً وتحب آخر ؟
كان لديك ألف عذر وعذر للخيانة ولم يكن لديك عذر واحد للوفاء .. كان لديك ألف سبب وسبب للابتعاد عني ولم يكن لديك سبب واحد للبقاء معي .. تكلمت عن الغصب والإلزام ولم تتكلم عن المحاولة والتضحية ، تكلمت عن الافتراق والنهاية ولم تتكلم عن البقاء والأمل .. تكلمت عن الخوف من الناس والأهل ولم تتكلم عن خوفك على الحب الذي يجمعنا ..
تقول أن الحب سيبقى وسيعيش في قلوبنا إلى الأبد وأقول أن الحب والخيانة لا يجتمعان أبداً ..
كنت أنانياً وفكرت في نفسك أكثر من أي شيء آخر .. حتى لم تفكر في الإنسان الذي أحبك بصدق ، لم تفكر سوى في دراستك ومستقبلك وحياتك مع الآخر ولم تفكر للحظة واحدة في أن هناك شخصاً يغار عليك ويشتاق إليك وقلبه متعلق بك ولا يستطيع التخلي عنك .. للأسف .. كنت أنانياً جباناً ..
تقول أنك ستسامحني على كل ما قلته ومازلت أقوله لك ولكن هل تعرف حجم الجرح الذي خلفه كل منا للآخر ؟!؟
هل كان جرحك بحجم جرحي ؟ هل تحولت حياتك إلى جحيم كما صارت حياتي ؟ هل قتلك الشوق والبعد والغيرة كما هي تمزق في أشلائي كل يوم ؟!؟!؟
بعد أيام أو شهور ستتزوج .. سترحل بعيداً نحو قلب آخر .. ستنسى آخر طيف من أطيافي .. سترحل باتجاه حب جديد ينسيك الحبيب الذي قتلته فقبل أن ترحل لي طلب بسيط عندك .. هل تنفذه لي ؟
أريدك أن تحرق صورتي لأنني لا أريد أن تبقى مع خائن مثلك .. احرق الهدايا التي أهديتك اياها .. أما تخجل من بقائها لديك ؟!؟
سامحني أو لا تسامحني فأنا لن أسامحك أبداً .. تذكرني أو انساني فأنا لا أذكر سوى خيانتك وغدرك .. تمنى لي الحياة السعيدة مع إنسان آخر يحبني ويقدرني ويستحقني أو لا تتمنى ذلك .. لأنني لا أتمنى لك سوى التنكيل والقهر والعذاب يا من سبب عذابي وقتل الحب في قلبي !!