,, ~~ ** ،،البيت الي عشقناه ,, ~~ ** ،،
الـــــــــــــــجـــــــــــــــ (1) ــــــــــــــــــــــــــــزء
قبل وقت صلاة الصبح بنص ساعة، طلع ((بابا باسل)) من غرفته و سكر الباب بهدوء، كان الطابق الي قاطن فيه مُظلم حتى الدرايش مسكرة و لو كانت مفتحة ماراح يكون فيه نور لأن الشمس ما اشرقت. توجه أول شيء الى غرفة ولده ((أيمن))، فتحها شوي شوي، و دائمًا ما كان يستغرب من هالرجال الي ينام و ينسى يسكر الليتات، لما الواحد يشوف غرفته ينصدم انها غرفة لواحد عمره 25 سنة، مصبوغة نصها بالأخضر و نصها الثاني بالبرتقالي، ثلاث صور للاعب كريستيانو رونالدو ملصقين على الجدران و اربع رسمات من إبداعه معلقين، التلفزيون مربوط بوايرات البليستشن و محطوط في وسط الغرفة و صاير شكله غلط مخرب على الديكور. أوراق شغلته ((الهندسة الميكانيكية)) متبعثرين على طاولته، احيانًا بابا باسل يندم لأنه شجع ولده يدش هالتخصص عشان اغلب وقته يكون تحت الشمس في الشغل تحرقه حراق و يتعب منها فينام واجد بالبيت. شافه منسدح على السرير و شخيره واضح تقدم اليه و هز ايده و هو يقول:
_ ايمن .. ايمن
ايمن راسه ثقيل ما يقعد بسرعة .. فناداه ابوه يمكن خمس مرات و ضغط ازيد على ايده .. و يوم استيقظ لف لجهة ثانية كأنه يقول لبابا باسل لا تقعدني، جته الضحكة ابوه و حاول فيه لين ما قعد و وجهه يصلح لرسوم كارتوني من النوم و النعاس. ابتسم بابا باسل ثم قال:
_ يالله غسل وجهك و بدل ثيابك على ما اقعد باقي اخوانك
المضحك في ايمن انه قاعد على السرير بس مو مفتح عيونه، مجرد انه همهم، و بهذا طلع بابا باسل من عنده و توجه للغرفة المجاورة ليها، و هي غرفة ولده ((علي)). غرفة مصبوغة باللون البيج، مافيها و لا شيء معلق، هادئة و بسيطة، عنده فيها مكتبة، متروسة أكثر شيء دواوين منها ديوان المتنبي، أحمد مطر، إيليا أبو ماضي، ابو فراس الحمداني، نزار قباني، معلقات، و الكتب الباقية اغلبها دينية. و طاولته محطوط فيها بشكل مرتب كتبه مال الجامعة، على عكس ايمن كان قاعد و مصحح على الأرض فاتح كتاب مفاتيح الجنان بابا باسل مو متأكد من شنو هو يقرأ، بس دخل الغرفة رفع علي راسه لأبوه و ابتسم بدون ما يقول شيء، بابا باسل الثاني ابتسم و همس:
_ صباح الخير يا ولدي لو نايم ليك ازيد احسن .. من متى و انت قاعد؟؟
علي كان يقرأ دعاء الصباح لأمير المؤمنين بصوت خفيف .. وقف شوي و رد رفع راسه:
_ عادي انا اصلاً امس ماقدرت انام تعرف اليوم الفرقة بتسجل للنشيدة الجديدة
علي مشترك بفرقة إنشادية، ما ينشد فيها بس هو الكاتب مالهم و بعد المشرف عليهم يعني لازم يكون وياهم في كل خطوة، بابا باسل قعد على الكرسي الي صوب الطاولة:
_ الله يوفقك يا ولدي لا تنسى انا اول واحد لازم اسمع النشيدة من تخلصونها
قطع عليه علي و هو يغمز:
_ تكرم يالوالد ..
كمل بابا باسل كلامه و هو يقوم:
_ عقب ما تخلص من الدعاء انا و اخوانك ننتظرك تحت
صحيح ما كان متأكد هو يقرأ دعاء الصباح و لا الندبة و لا العهد بس يدري واحد منهم لأن يعرف ولده عدل، طلع من غرفته و توجه لآخر غرفة في الطابق، و هي غرفة أصغر اولاده ((جواد))، هو طق باب غرفة علي و ايمن قبل لا يدشهم و نفس الشيء طق باب غرفة جواد، دشاها إلا هي مظلمة عدل و الإيسي شغال من الزين كأن جواد نايم في القطب الشمالي، مافي ليت إلا من عند اللابتوب الي كالعادة كان مشتغل و الجارج بعد مشتغل، بابا باسل هز راسه و سكر اللابتوب مع الجارج عشان لا يحترقون. اهتمام جواد بالرياضة تقريبًا بنفس اهتمام ايمن، و هذه هي المصيبة لأن ايمن مدريدي و جواد برشلوني فدائمًا يصير بينهم مضاربات على هذا الموضوع، و طبعًا مضاربات مزح.. جواد ساعات ياخذها بجدية و إنفعالية يمكن لأنه صغير و بثالث ثنوي. الي معور قلب بابا باسل إن جواد للحين مايدري ويش يبى يدرس في الجامعة و الحمدلله انه كان ماخذ علمي و عنده فرص لتخصصات اكثر و لا لو كان ماخذ تجاري أو ادبي أو صناعي جان بيتوهق – جذي فكر بابا باسل-، غرفته بنفس لون غرفة علي بس معفسة من الزين، الكور في كل مكان يمكن عنده خمس او ست كور مفلوتين، تقدم بابا باسل الى السرير و حط ايده على جبين جواد يبي يعرف زكم و لا لأ على حركاته الي تمرض، لأنه ساعات عقب ما يخلص من لعب مباراة يدش البيت سيدة يشغل الأيسي. همس:
_ جواااد جووااااد
جواد : لا حياة لمن تنادي، هذا مو بس راسه ثقيل إلا ما يتقعد بسهولة، ظل خمس دقايق بابا باسل بس عشان يخليه فتح عيونه، و لما فتح عيونه ما قام و ظل يقول بصوت خفيف:
_ مابي اقعد اليوم ماعلينا مدرسة
ضحك بابا باسل:
_ ماعليك مدرسة بس عليك صلاة قوم جواااد قوم يالله
بابا باسل نفسه طويل و صبور و متعود على جواد، أما جواد سمع جملة ابوه و لا اثرت فيه و مارضى يقوم إلا بطلعة الروح و انتظره بابا باسل لين يدش الحمام و يغسل وجهه عشان يتطمن انه ما بينام مرة ثانية ..و لما طلع جواد من الحمام قال بعيارة و طناز:
_ ما يصير اءجل الصلاة نص ساعة بس؟
هز بابا باسل راسه:
_ ((ويلٌ للمصلين الذي هم عن صلاتهم ساهون)) .. ما لازم تتأخر دقيقة وحدة على الصلاة تدري و لا ماتدري؟ "طالع ساعته" يالله بقى عشرين دقيقة بس المفروض احنا الحين تحت
جواد توعد في داخله إن عقب ما يرجع من المسجد ينام نومة ما صارت و لا استوت خصوصًا ان اليوم يوم الجمعة و هو يوم إجازة. طلع مع أبوه و نزلوا للطابق الأرضي، بابا باسل كان مخبر باقي الأسرة الي ساكنين وياهم اذا يبون يجون وياه حزة الصلاة للمسجد و الوحيدين الي يجون زيادة هم اخوه مجيد و ولده سجاد، حتى أكبر اولاد بابا باسل ((مرتضى)) الي متزوج و عنده ولد و يسكن وياهم بل و ماخذ ربع الطابق الي هم فيه معطيه حريته بما انه صار مسؤول عن نفسه في كل شيء ما راح وياهم المسجد، على الرغم من انه حريص على الدين بس ما يندرى ليش اليوم ماراح وياهم يمكن صلى في جناحه. فتوجهوا كلهم بوقت واحد مشيًا على الأقدام للمسجد الي قريب من بيتهم و الحمدلله ما تأخروا على الصلاة و صلوها في وقتها.
***
البيت الي ساكنين فيه عائلة بابا باسل، مو بس حقهم بل اخوانه الأثنين بعد ساكنين وياهم، اخو بابا باسل الي اكبر منه و هو ((مجيد)) "الي راح وياه المسجد" على قد حاله القدر خلاه يكون من الفئة الي ميسور حالها بس مو لذاك الزود، فأول ايامه للزواج كان يسكن في شقة و متعبنه الإيجار بعدين بابا باسل اصر عليه يسكن معاه في البيت، لكن مجيد إنسان عزيز نفس فما حب يسكن داخل البيت و قرر يتخذ الملحق سكن له و لعائلته، هذا الشيء ما عجب بابا باسل في البداية، لكن بعد ما عدلوا الملحق و خلوه مثل الطابق العادي اقتنع، و ما قدر يرفض مجيد أولاً لأنه اكبر منه و ثانيًا لأن راسه يابس. عند الساعة سبع و نص، كانت سوسن: أكبر بنات مجيد واقفة عند دريشة بيتهم ((الملحق)) تطالع ابوها و هو يطعم الدجاج، فهو يحب الزراعة و تربية الدجاج و العصافير عشان جذي مخلي الحوش الي صاير جهة ملحقهم كله دجاج و ديجة و قفص للعصافير، سوسن كانت تفكر في بالها (( خاطري اقوليه انت ما تتعب؟ حتى الأوقات الي يكون فاضي فيها كله يشتغل .. الله يثيبك يا ابوي )).. ابتعدت عن دريشة غرفتها الي تطل على الحوش، و راحت غرفة اختها لجين، شافتها قاعدة قالت بصوت ازعج لجين:
_ يالله قومي حق الطبخ ياحلوة
طالعت لُجين تلفونها بعدين رفعت عيونها لسوسن:
_ توها ما صارت ثمان ريوق و طبخت امي ويش بنسوي احين؟
تنهدت سوسن:
_ بعد ويش بنسوي بنطبخ الغذى تعرفين ابوش ما يحب اكل الخدم
ابتسمت لُجين:
_ بابا باسل ما بيخلي ابويي يتغذى بروحه خصوصًا يوم الجمعة
الكل في البيت الكبير يسمونه بابا باسل، ضحكت سوسن:
_ كأنش توش عايشة ويانا يعني يا حبيبتي بنحط ليه الصينية في السفرة، الباقي بياكلون اكل الخدم و هو لأ
لجين نزلت عيونها للكتاب:
_ صينية ما يبي ليها شيء خيو انتين طبخي .. اني ورايي دراسة حق الجامعة يوم الاحد عندي كويز
زفرت سوسن:
_ و انتين كله جامعة ما تفضين شوي حق البيت؟
رفعت لجين راسها بإعتراض:
_ ويش اسوي لو انتين تدرسين جان حسيتين فيني!
سكتت سوسن، لُجين وحدة مو بسرعة احد يقنعها طالعة على ابوها، طلعت سوسن من عندها و قررت تطبخ الغذى بروحها معنه منوكت و انتبهت لهذا الشيء فقررت تنظف البيت لين ما تحس انه الوقت المناسب حق الطباخ، كانت صالة المُلحق فاضية، امها اخذت ليها غفوة، ابوها برى مع الدجاج، اختها لُجين في غرفتها تدرس، اخوانها سجاد و نزار مو مبينين، نزار متعودين على غيابه بس سجاد غريبة من راح لصلاة الصبح ما بين.
***
عائلة كرار هي العائلة الثالثة و الأخيرة في البيت، كرار اصغر واحد من اخوان بابا باسل، و متميز بحداقته و حيويته و حماسه، لكن العيب الي فيه إنه إنسان متهور، و يتخذ قراراته بسرعة عشان جذي عاش تجارب فشل لا تعد ولا تحصى فهو ضيع فلوس في البورصة و العقارات ايام تجيه في نعمة و ايام مصفر، لهذا فأن بابا باسل عقب ما قدر يقنع يخلي اخوه مجيد الي اكبر منه يسكن في بيتهم خله كرار هو الثاني عشان يضمن سكنه لأنه بصراحة ينخاف منه مرة يقدر يصرف و مرة لأ. عائلة كرار اخذوا اعلى طابق في البيت، بما ان البيت من ثلاث طوابق: الطابق الأرضي، طابق عائلة بابا باسل، و طابق عائلة كرار.
الساعة تسع الصبح و ست دقايق هي بالضبط الساعة الي قعدت فيها سارة، التفت للجهة الثانية، لوين اختها مروى كانت نايمة و مفتحة بوزها، جتها الضحكة لما شافتها جذي فقالت بصوت شوي عالي:
_ مرررووووى قعدي
مروى بصوت خفيف عدل:
_ لأ
سارة ماقدرت تمسك نفسها من الضحك، مروى بصوت متنرفز:
_ سارة لا تضحكين ضحكتش مزعجة ابى انام
سارة قعدت على السرير و هي تتمغض:
_ انتين كله نايمة .. اني بقوم اتريق .. جوعااااااانة .. يبى ليي جذي ساندويشة جبن توست و جاي حليب آآآه
لما شافت ان مروى ما قعدت عقب إغرائها بالريوق، بملل قامت من السرير، دخلت الحمام، غسلت وجهها و فرشت اسنانها، طلعت من الحمام و مشطت شعرها، كانت الغرفة الي تسكن فيها بنفسجية و الأثاث مالها بني، الوان ناضجة اكثر ما تكون بناتية، مو معلقين على الجدار صور بس على الطاولات كله صور مروى و سارة و هم صغار، في الحقيقة عائلة كرار فيها ثلاثة افراد مروى و سارة و هيثم بس المفروض يكونون خمسة لكن اثنين ماتوا واحد و هو ببطن امه و الثاني اول ما طلع. مشت بخطوات ثابتة الى الباب، طلعت، و كان في ممر صغير تمشيه بعدين اذا لفت يمين يوديها للصالة، توها بتروح لصالة الطابق إلا تسمع مرة عمها رباب (زوجة مجيد المتواضع) تكلم امها رقية:
_ اني مارتاح إلا اذا زوجتهم كلهم هذا هي سوسن انخطبت اما هالمقرودة لجين ماتعرف شيء غير الجامعة
سارة لحظتها تعمدت توقف مكانها تتسمع، رباب كملت كلامها بإنفعال:
_ ولا ترضى تجيي ويايي اعراس جان بيجوفونها الاوادم و يخطبونها
سارة بحماس فتحت اذونها عدل بس طبيعة امها كله ترد بصوت خفيف فما سمعتها عدل وش تقول أما مرة عمها تكلمت بصوت عالي:
_ بناتش دلين بعد دلايعة مروى اصغر من بنتي سوسن بسنة وحدة مانتين مزوجتنها؟
ضحكت رقية:
_ نصيب مو بكيفي يام نزار
رباب هزت راسها:
_ خلف الله عليش رقية نصيب مال اول الحين الواحد يدور الزين حق بناته و اولاده و لا من وين يتحصلون الاوادم .. شوفي اذا كلش كلش عجزتين ترى اني اعرف خطابات يطلعون ليش زيجة على كيف كيفش
رقية ماقدرت إلا تضحك .. رباب رفعت ايدها:
_ الهي بحق هذا الصباح و هو صباح يوم الجمعة ان تزوج بناتنا و تريحنا من هالهم والله احنا نبي ليهم السعادة و الستر .. الهي الهي .. قولي آمين يام هيثم
رقية بصوت خفيف:
_ آمين
سارة حزتها قالت في بالها: (( كأنه قاعدين على جبدها )) و مباشرةً رجعت الى غرفتها و فتحت الباب بقوة و هي تقول:
_ مروى عاد الحين لازم تقعدين
طلعت مروى مفتحة عيونها لكن منسدحة و مافيها شدة تتحرك قالت بصوت خفيف:
_ ويش؟؟
سارة سكرت الباب بعدين طالعتها بإستغراب:
_ غريبة قعدتين اني ....
قطعت مروى عليها كلامها:
_ أحد يعرف ينام منش انتين تدرين انه اني اذا احد حاجاني خلاص تروح عني النومة
سارة قعدت على سرير مروى متجاهلة حجيها و قالت:
_ انزين تدرين انه في ناس كانوا يتحجون عنش؟؟
مروى قعدت و طالعتها بفضول:
_ من؟؟
ضحكت سارة:
_ مرة عمي رباب .. قهرتني كأنه قاعدين على جبدها تقول سوسن انخطبت و انتين اصغر منها بسنة للحين ما انخطبتين
مروى هزت راسها و ضحكت:
_ عاد مرة عمي ماليها حل .. "عفست حجاتها" انتين شلون سمعتينها؟؟
سارة حركت حجاتها فوق تحت:
_ كانت تكلم امي في الصالة عاد اني توني بطب عليهم سمعتها تتكلم عن الزواج قلت لاويش اخرب عليي الفرصة اكيد اذا قعدت وياهم بيغيرون الموضوع .. جان اسمعها تقول جذي .. و لا يفوتش ختمت الكلام بدعاء "رفعت ايدها تقلدها" الهي بحق يوم الجمعة مدري وي زوج بناتنا و فكنا منهم
مروى فتحت عيونها:
_ قالت فُكنا منهم؟؟
سارة تنهدت:
_ لا .. اي .. يعني شيء جذي
توها مروى بتنطق بشيء .. إلا يسمعون صوت رجالي .. عرفوا انه صوت اخوهم هيثم:
_ ساااااااااااااارة .. مروووووووووووووووووووووى!
مروى طالعت سارة بفضول:
_ ويش فيه ينادينا من صباحة الله خير؟
سارة انسدحت:
_ أكيد قعد هو ويا ايمن على سفرة الريوق و يازعم تذكرونا .. اني بقوم بلبس المشمر الحين بروحي جوعانة
وقفت سارة جان تقول مروى الي للحين فيها خمول:
_ جيبي وياش مشمري
***